شراء بيت |
يظل قرار شراء أول منزل للشخص قراراً صعباً، يحتاج الكثير من التفكير.. والبيت الجاهز للسكن قد يكون شقة في مبنى أو فيلا مستقلة أو ضمن تجمع سكني.. وأياً كان نموذجه يجب أن تكون له مواصفات مريحة لمن ينوي الاستقرار فيه. فما الأمور التي يفترض أن تفكر فيها قبل الإقدام على خطوة الشراء كي لا تجد نفسك قد وقعت في مأزق لا تستطيع التراجع عنه، وإن تراجعت فإنك سوف تتكبد خسارة أنت في غنى عنها لو اتخذت القرار الصحيح بما يتوافق مع قدرتك المادية وما تحتاجه من مواصفات لضمان العيش المريح.
وكي لا تواجهوا أخطاء أو عثرات عند شراء البيت، يقدم لكم موقع "العقار" عدداً من النصائح التي تستطيعون الاطلاع عليها، ومن خلالها يمكن تفادي الكثير من العقبات التي قد تزعجكم لاحقاً، وبناء عليها بالإمكان التوصل إلى اختيار مناسب لاحتياجاتكم وقدراتكم أيضاً.
حساب التكاليف والإمكانات
قبل أن نتخذ قرار شراء بيت علينا عمل جرد لمستوى الإنفاق الشهري لدينا.. فكم يكلفنا الطعام مثلاً، وكم ندفع من أقساط متنوعة أو فواتير للماء والكهرباء والإنترنت والهاتف المحمول والعادي.. وكم ندفع كل عام لمدارس الأطفال وصيانة السيارة وتجديدها سنوياً.. وغيرها... وانتبه: لا تدخل آجار البيت في الحساب.. كل ما سبق نجمع الشهري منه ثم نصربه بالرقم 12 وهو عدد شهور السنة، ونضيفه إلى الإنفاق السنوي ثم نقسم المجموع الكلي على 12، لنحصل بالنتيجة على المبلغ التقديري للصرف الشهري لدينا.
تلك النتيجة نطرحها من دخلنا الشهري، وهو غالباً راتبنا الذي نتقاضاه من جهة العمل، أو الأرباح التي نجنيها من العمل الخاص.. فنحصل في نهاية المطاف على الوفر الشهري الذي نستطيع ادخاره.
تلك النتيجة نطرحها من دخلنا الشهري، وهو غالباً راتبنا الذي نتقاضاه من جهة العمل، أو الأرباح التي نجنيها من العمل الخاص.. فنحصل في نهاية المطاف على الوفر الشهري الذي نستطيع ادخاره.
بعد ذلك نسأل أنفسنا: هل هذا الوفر يغطي أقساط البيت الذي ننوي شراءه؟ فإن كان الجواب (نعم)، نكون قد تجاوزنا أكبر عقبة في طريق الشراء. وإن كان الجواب (لا) فلابد علينا من ضغط النفقات بأي طريقة متاحة.. أو السعي لزيادة دخلنا الشهري، كي نتمكن من توفير مبلغ القسط المحسوب بناء على سعر البيت المزمع شراؤه.
أخذ النفقات الزايدة بعين الاعتبار
شراء البيت لا يعني أننا تخلصنا من دفع الإيجار شهرياً إن كنا مستأجرين، فامتلاك العقار تترتب عليه نفقات يجب أن نحسبها، ومن ذلك ما يؤخذ من رسوم خدمات أو ضريبة عقار، أو تكاليف صيانة وإصلاحات لابد منها، بالإضافة إلى ما نريد إضافته على البيت مثل تحسين وضع المطبخ أو زيادة عدد المكيفات أو الاشتراك في قنوات بث تلفزيوني.. وبالتالي يفترض بنا أن نضيف تلك التكاليف إلى ما قدرناه سابقاً من إنفاق شهري متوقع.
القبول بالموجود بدل إرهاق أنفسنا
عند شراء البيت والانتقال إليه، قد لا نرتاح لبعض الأمور الموجودة فيه، ولكن لو حسبنا النفقات التي سوف نتكبدها في إجراء التعديلات.. ونضطر معها إلى أن إرهاق أمورنا المادية في غير وقتها المناسب.. فالأفضل إذن أن نقبل مثلاً بوضع الدهان وألوانه كما هو مؤقتاً ونتأقلم معه، ونقبل حالة المطبخ على وضعها بدل الذهاب إلى عملية إعادة تصميمه.. وغيرهما من أمور.. كل ذلك يقودنا غلى ضغط النفقات في المرحلة الأولى. وبعد أن نستقر وتبدأ أوضاعنا المادية بالاستقرار نستطيع إجراء التطويرات التي نريدها حسب الأولوية.
معرفة ما تحتاجه والتركيز عليه
غالباً يبحث الناس وقت الشراء عن البيت ذي الثمن الرخيص، وليس الذي سعره مرتفع.. لكنهم بمرور السنين يكتشفون خطأ حساباتهم.. لتبدأ معهم مرحلة جديدة من الإصلاحات والترميمات.. أو يضطرون لبيع البيت والانتقال إلى آخر يلبي وضعهم الذي تغير.. لذا، إن اتخذنا قرار الشراء وتوجهنا إليه جدياً فمن الأفضل أن تكون طلباتنا الحالية والمستقبلية موجودة أمامنا، فهل نريد بيتاً في طابق ضمن بناء أم يكون مستقلاً وحوله سكان مجاورون؟ .. لابد أن نحدد موقفنا.. أم نشتري بيتاً بغرفة أو غرفتين فقط لكونه أرخص ثمناً، وهناك المزيد من الأطفال على الطريق؟ وهنا يجب أن نفكر بوعي أكثر.. وهذا لا يعني بالطبع أن نرهق أنفسنا بما لا طاقة لنا به، لكن الأفضل أن نتوجه إلى خيار وسطي، يقدم لنا حاجتنا الحالية وجزءاً من المستقبلية.
المعاينة المباشرة للاطمئنان
لا تستمع إلى ما يقوله صاحب البيت الذي تريده شراءه من مديح في بيته أو مكتب العقار الذي وكله صاحب البيت بالتفاوض.. فقد تجد الكثير من العيوب التي لم تذكر لك في الحديث.. لذا عليك أن تعاين البيت بنفسك وتختبر ما فيه، كالتهوية وتصريف المياه واكتمال وضع الكهرباء.. وإن لم تكن لديك معرفة ببعض الأمور فاستعن بمن تعرف من أصدقاء لديهم دراية في بعض المجالات.. أو بخبير في أمور العقار ليقدم لك المشورة اللازمة.. وإن لم تكن تعرفه فادفع له ما يرضيه كي يكون أميناً في نصحك، فسماسرة العقارات لا يخدمون بالمجان، وهم يعيلون أسرهم من دخل مهنتهم.. فأعطه ما يستحق كي يعطيك ما يرضيك، ويخدمك بصدق.
وتذكر أن السعر الرخيص قد يخفي وراءه الكثير من الأخطاء.. ومن الأفضل لك عدم التورط في بيت رخيص السعر كثير العيوب.. فلا تهدر أموالك في عمليات إصلاح وصيانة قد تستمر سنوات طويلة، واذهب إلى الخيار الأفضل لك في بيت جيد خالٍ من المشاكل.
أمور أخرى يجب ألا ننساها
ثمة أمور تضاف إلى ما سبق ذكره يجب أن نأخذها في الحسبان، فالفكر المستقبلي بما يتعلق بالمكان مهم عند شراء البيت.. فهل هناك خطط تطويرية للحي الذي سوف نسكن فيه؟ وهل توجد خطة لتوسعة الشارع الذي يطل عليه البيت؟.. وما الخدمات التي سوف تضاف إلى المنطقة من جسور أو حدائق أو مستشفيات أو مدارس أو مطاعم وغيرها... وإن وجدت مساحات فارغة، فما المشاريع التي سوف تشيد عليها؟ وهي هي إيجابية بالنسبة للمكان أم سلبية؟ والأهم من ذلك: ما نوعية سكان الحي؟ هل هم جيدون في غالبيتهم أم فيهم من هو مزعج.. وهل الأمان في المكان محمود أم أن المنطقة تفتقر إلى عوامل الأمان؟.. وهل قيمة العقارات في المنطقة في تصاعد أم هي مستقرة أو هابطة؟
من خلال ما تقدم ومن خلال معرفة التفاصيل التي أوردناها يمكنك الآن اتخاذ القرار الصحيح، لتقدم على الخطوة المناسبة للشراء في الزمان والمكان المناسبين.