كورونا يهز الاستثمارات الصينية في عقارات لندن - al-eqar

Last posts أحدث المشاركات

السبت، 7 مارس 2020

كورونا يهز الاستثمارات الصينية في عقارات لندن

منظر من داخل أحد الفنادق
منظر من داخل أحد الفنادق

يبدو أن فيروس كورونا الذي انطلق من الصين سوف يؤثر على الكثير من الأمور في مختلف أنحاء العالم، وها هو السوق العقاري في العاصمة البريطانية لندن يتأثر بعد أن كان في حالة انتعاش نتيجة إقبال المستثمرين القادمين من الصين عليه خلال الشهور الماضية، خاصة في المناطق الحيوية والمهمة، ليبلغ حالة غير مسبوقة.. غير أن الوضع تغير بعد انتشار فيروس كورونا وانتقاله إلى الكثير من دول العالم.

ارتفاع الاستحواذ الصيني سابقاً

وذكرت شركة بريطانية عقارية تدعى هامبتون الدولية أنه على الرغم من الانخفاض بنسبة تقدر بثلاثة في المئة، والذي شهدته الشهور الستة الأخيرة من العام الماضي 2019 في عدد البيوت ذات السعر المرتفع التي يقبل الأجانب على شرائها في لندن، لكن الاستحواذ الصيني كان مرتفعاً بنسبة قدرها ستة في المئة من عدد المشترين في المناطق الرئيسة. ومن ذلك أن ما اشتراه المستثمرون الصينيون في سوق لندن العقاري ارتفع لدى شركة واحدة هي هارودز استيت من اثنين ونصف في المئة في العام 2016 إلى عشرين في المئة العام الماضي، بحسب بعض وسائل الإعلام. 

كورونا يزعزع الوضع الداخلي في الصين

وطبقاً لأحد الخبراء من شركة اسمها بروبرتي فيجين، فالمشترون الصينيون انطلقوا للاستثمار في العاصمة البريطانية بسبب هبوط الأسعار نتيجة وضع العملة البريطانية الذي لم يكن مستقراً.. إلا أن الأمر تغير كلياً حالياً لكون تأثير فيروس كورونا زعزع الوضع الداخلي في الصين، فالمصارف هناك مغلقة أو شبه مغلقة، وكذلك المكاتب التي تعمل في المحاماة، وتقريباً كل شيء هناك تحت الرقابة الصحية، ومن الصعب جداً على أي شخص أن يسافر من أجل متابعة الشؤون العقارية في العاصمة البريطانية أو غيرها.



توقف التسويق عبر المعارض

وفي حديث آخر للرئيس التنفيذي لشركة اسمها جيواي I.Q.I ومعظم عملها يرتكز على المستثمرين الصينيين ممن يودون العمل خارج بلادهم، أكد السيد جورج شميل أن فيروس كورونا أدى إلى الكثير من البطء في الحركة الاستثمارية خاصة بالنسبة للمستثمرين القادمين من الصين، فما كان يجري التسويق له من خلال معارض العقارات في مدن الصين الكبرى وفي هونج كونج أيضاً انتهى أمره حالياً، والتسويق عبر الماكيتات والتصاميم والخرائط لم يعد ممكناً، وبالتالي فقد سوق العقارات اللندني جزءاً مهماً من العناصر الفاعلة فيه، ولم يعد الحضور الصيني موجوداً إلا لمن كانوا أصلاً خارج الصين عند الإعلان عن كورونا وما تلاه من تداعيات مثل الحجر الصحي وتوقف معظم وسائل النقل عن السفر من الصين وإليها.

الاستثمار العقاري عبر الإنترنت

ورأى خبراء عقاريون آخرون أن هونج كونج سابقاً كانت قبل شهور تزدحم بمطوري العقارات وبالمستثمرين، لكن برامجهم الاستثمارية توقفت بصورة شبه نهائية، وما سوف يحدث من استثمارات سيكون قليلاً جداً بالمقارنة مع ما كان متوقعاً أو مخططاً له. خاصة أن الكثير من المستثمرين الصينيين أوقفوا تعاملاتهم العقارية إلى أن تتوضح الأمور لاحقاً.
غير أن رأياً ظهر يخالف السابق من جهة زيادة التخوفات من تأثير فيروس كورونا على السوق العقاري اللندني باعتبار أن المشاريع طويلة الأجل التي تمتد إلى أكثر من أربع أعوام تظل قابلة للاستثمار مهما كانت الظروف.. فمراحل الإنشاء وانتظار الاكتمال مازالت قائمة. لكن الأمر قد يختلف لو طال أمد انتشار الفيروس عاماً أو أكثر، وهنا قد يتوجه المستثمرون إلى الشراء من خلال ما يعرض على مواقع الإنترنت، ويتعاملون مع متخصصين ومحامين وشركات تطوير العقارات عن بعد. فالحجر الصحي والخوف من عدوى كورونا جعل الناس يجلسون في المنازل مما أتاح لهم وقتاً أكبر للبحث في الإنترنت عما يريدون.